يكفي لأنْ يكون الو
صف بالعظيم




دليلاً على بطلان كونه هو الكبش ،



فإنَّ الكبش لا عظمة فيه في نفسه ، وظاهر الآية



أنَّ العظيمَ وصفٌ يرجع إلى ذات المفدَّى به .



ومهما يكن فقد روى الصدوق بسند معتبر عن الفضل بن شاذان ، قال :



سمعت الرضا عليه السلام يقول : لما أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام أنْ يذبح مكان إبنه



إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه ، تمنَّى إبراهيم عليه السلام أنْ يكون قد ذبح إبنه إسماعيل



عليه السلام بيده ، وأنه لم يُؤمر بذبح الكبش مكانه ، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد



الذي يذبح أعزَّ ولده بيده ، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب .


فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه : يا إبراهيم ، مَنْ أحبُّ خلقي إليك ؟ فقال: يا رب ، ما خلقتَ خلقاً أحبُّ





إلي من حبيبك محمد . فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه : يا إبراهيم فهو أحبُّ إليك أو نفسك ؟ فقال :



بل هو أحبُّ إلي من نفسي . فقال : فولده أحب إليك أو ولدك ؟ قال : بل ولده . قال : فَذبْحُ



ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال : يا رب ، بل


ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي . قال : يا إبراهيم ، إنَّ طائفة تزعم أنها من أمة محمد


ستقتل الحسين إبنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يُذبح الكبش ، فيستوجبون بذلك غضبي . فجزع


إبراهيم عليه السلام لذلك ، وتوجَّع قلبه وأقبل يبكي ، فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه : يا إبراهيم قد


فديتُ جزعك على إبنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله ، وأوجبتُ لك أرفع



درجات أهل الثواب على المصائب ، فذلك قول الله عزَّ وجلَّ



" وفديناه بذبح عظيم " .








[263] البرهان في تفسير القرآن 6 ح7 ص 441-442