من بيتٍ علت تشققات أركانه خيوطٌ عنكبوتيه ،
تشتم رائحة امرأة عصفت بها الأيام ، فتركتها وحيدة ضعيفة.
كشجرة تعرت غصونها ، صفراء في زمن الخريف.
جالسة على مقعد خشبي تبتاع للصمت حكايا من ذاكرة منهكة متعبة.
وتلملم من النهر الحزين دموعًا تمسح بها أوجاع وحدتها،.
أشاحت بوجهها نحو الضوء الخافت المنبعث من القنديل بعدما ابتلع آخر قطرات زيته.
فحدثت نفسها قائلة:
أو تظنين عدوى الجوع التي أصابته أشد فتكًا من ألم وحدتي !!!
كلا وألف ....
فلا أصعب من أن تمنحكِ الحياة كل يوم نفس الدور لتلعبيه وبنفس الصور الباهتة لكثرة تكرارها.
فترين صوت خطواتكِ كنسخ كربونية .
ثم لا تدرين أيها كان أشد بطشًا بكِ
مشاهد النهار الرتيبة الكئيبة
أم مشاهد الليل الموحشة
وهي تفترس بقايا روحك بعدما مزقتها بأنيابها،
ستجدين أن صمتكِ ملَّ حكاياك وأنكِ مللتِ صمتك
وأن الجدر الباردة العارية تنهشك .
انظري كم هو مخيفٌ هذا السكون وهذا الصمت !!!
-آهٍ ..آه
كم كان حكيمًا زوجي حين سبقني الرحيل .
وكم كان الموت به رحيمًا حينما اختاره دوني .
كي لا يذوق مثلي مرارة العيش وحيدًا،
أصابه وتركني لأموت في اليوم ألف ألف مرة....
أتدرين ,
ما عرف نعمة الموت إلا من هم مثلي .
نعمة الموتِ عظيمة
فيه تطوين ألمًا تطوين حزنًا
فيه تغمضين العينين لتستريحين
أيها الموت أما آن لقلبك أن يرق لحال امرأة مثلي
تقتات الحياة على آلام ضعفها ووحدتها.
وفي غدها طرق الباب رجل ليقول لها
عفوًا سيدتي ...
هذا إخطار من البلدية بضرورة إخلاء المنزل خلال أسبوع من تاريخه
مرفق معه قرار هدم وأزاله فالعقار آيلٌ للسقوط